الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اخصائية نفسانية تحذّر: هذ البرامج التلفزية ستجعل الشباب التونسي مدمنا على العنف...

نشر في  15 جوان 2016  (12:03)

فضلا عن «البريك» و»الشربة»، تعد الانتاجات الدرامية والبرامج الترفيهية، طبقا رئيسيا للعائلة التونسية خلال شهر رمضان.. وقد اتسم عدد من الأعمال التلفزية على غرار «أولاد مفيدة»، بالمشاهد الجريئة وبالعنف اللفظي والمادي ولاقت رواجا في صفوف الشباب والأطفال حتى باتت حديثهم اليومي وأضحت بارزة على سلوكهم ومعاملاتهم.
 على هذا الصعيد، ليس من الغلو القول ان التلفزيون يساهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تربية أولادنا واعدادهم للمستقبل، وهنا نستدل بقول الفيلسوف الفرنسي بيير  بورديو، الذي اعتبر أن التلفاز بإمكانه أن يكون أداة «للعنف الرمزي».
الأعمال التلفزية الرمضانية وانعكساتها على المتلقي التونسي، كانت خلال هذه المساحة محور حديث أخبار الجمهورية مع الأخصائية النفسانية  الدكتورة مريم صمود.
وفي هذا الصدد، أكدت صمود أن الشاشة الصغيرة باتت تمثل خطرا حقيقيا على المتلقي وخاصة على الشريحة العمرية التي وصفتها بالهشة أي «الأطفال والشباب»، حيث اعتبرت أن الخطر يكمن في انتاج مادة تلفزية تتضمن مفاهيم وأدبيات مخلة بالقيم والحد الأدنى من الأخلاق، مع تعمد اقصاء الأخصائيين في علم النفس والاجتماع والذين من المفروض أن تتم استشارتهم في مواضيع تتعلق بالسلوك والخطاب قبل أن يتم تمريرها عبر الشاشة.
في ذات السياق، أوضحت الخبيرة النفسية أن علاقة المتلقي مع الانتاجات الدرامية أصبحت مثل علاقة المدمن بالمخدرات، أي تراه يوجه لها نقدا لاذعا ويتوعد بمقاطعتها لأسباب عديدة والحال أنه يظل يتابعها بانتظام، على حد وصفها.

أولاد مفيدة يروج لقيم خطيرة على نسيج المجتمع

اعتبرت محدثتنا أن مسلسل أولاد مفيدة يروّج لمجموعة قيم خطيرة على نسيج المجتمع والأفراد، فالترويج لصورة البطل الذي يتسم بالطيش والعنف وانعدام المسؤولية، يجعل المتلقي يتقمص دوره دون أن يشعر، باعتباره قدوة، وبالتالي فإنه سينتهج سلوكا شبيها بسلوك البطل المتميز بالاضطراب والانحطاط الأخلاقي. كما اعتبرت أن المسلسل لا يمرر أي قيم أو رسالة من دورها أن تثري المشهد الفني أو تطرح فكرة ذا قيمة، على حد قولها.

لهذا السبب.. برنامج لارية لن يغير في طبع المساجين السابقين

من جهة أخرى، نفت الأخصائية النفسانية أن يكون لبرنامح تلفزيون الواقع «لارية» أي دور اصلاحي لسلوك المساجين السابقين الذين تم اختيارهم بل ستكون انعكاساته خطيرة عليهم.
وأوضحت مريم صمود أن التأهيل النفسي للمجرمين السابقين يتم على امتداد سنوات وليس خلال بعض الحلقات التلفزية، ذلك لأن المجرم هش من الناحية النفسية وهو غير مسؤول عن قراراته التي تتسم غاليا بالانفعالية وبالتالي قد يكون التحكم فيه سهلا.
وأضافت صمود، أن الأخطر من ذلك، أن يلقى المجرم السابق قبولا لدى المشاهد ويصبح بطلا في نظره من خلال فكرة أنه «باستطاعة المجرم أن يفتعل بطولة ونجومية من خلال عمله الاجرامي».
ويتمثل محتوى البرنامج، في قيام مجموعة من التونسيين قضوا عقوبة سجنية في فترة ما وخرجوا، بمواجهة مجتمع يرفض التوبة ويحاكم السجين مسبقا دون التعرف عليه لاقامة مصالحة بين هؤلاء والمجتمع

«ألو جدة» غيّر الانطباع عن بن علي

وبخصوص برنامج ألو جدة، قالت د. مريم صمود إن برنامج ألو جدة ساهم –عن حسن أو سوء نية- في تغيير الانطباع السييء عن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي طالما ظلّ صوته مقرونا بالقمع والخوف في ذهن عديد التونسيين ليعطي انطباعا آخرا يتسم بالقبول والارتياح لبن علي، على حد تعبيرها.
نضال الصيد